بوابة أخبار اليوم تنفرد بنشر أسرار تذاع لأول مرة

الذكرى الـ 55 لوفاة القاريء الباكي الشيخ محمد صديق المنشاوي

 الشيخ محمد صديق المنشاوى 
 الشيخ محمد صديق المنشاوى 

تزوج في عمر الـ 14عاماً وتوفى شاباً تاركاً 9 أطفال

كان يكره الشهرة وغضب من مندوب عبدالناصر ولم يهتم بالسياسة 

ابناؤه يوجهون الشكر للسيسي لإطلاقه اسم والدهم على محور منفلوط

خمسة وخمسون عاماً مرت على رحيل القارئ الباكي الشيخ محمد صديق المنشاوي عبقرى التلاوة وسلطان المقرئين وصاحب الصوت الخاشع  والنفس الزاهدة.

وتنفرد بوابة أخبار اليوم بنشر أسرار تنشر لأول مرة عن حياة الشيخ محمد صديق المنشاوى.

وأول هذه الأسرار يعلنها ابنه الدكتور عمر محمد صديق المنشاوى الأستاذ بجامعة الأزهر أكبر أبناء الشيخ من مواليد 1959
 ويقول إن والده كان يكره الشهرة والظهور والاضواء رغم أن  مجال عمله بقراءة القرآن الكريم وتلاوته تستلزم الظهور بين الناس فى الحفلات والمناسبات العامة التى كان يدعى إليها كقارئا
 
وقد حرص الوالد على أداء ركعتيى سنة قبل الصعود إلى منصة القراءة وقبل أن يبدأ بالبسملة يغمض عينيه وهو صامت لا يكلم أحدا ثم يبدأ فى التلاوة وكأنه نهر  تفجرت ينابيعه بالخشوع والبكاء والخضوع لله.

وأضاف الدكتور عمر، أن والده الشيخ  كان قريباً من الفقراء ومحباً لهم وأغلب أصدقائه من الفقراء ودائما ما كان يدعوهم لمائدته في المنزل ويامر أهل بيته بتقديم ما لذ وطاب من الأطعمة.

ويؤكد الدكتور عمر، أن والده لم ينتمى لأي حزب سياسي ولم يكن يهتم بالسياسة فقد كان القرآن الكريم كل حياته وشغله الشاغل ولم يكن يكره عبدالناصر كما أشيع بعد واقعة رفضه الذهاب الى عبدالناصر للقراءة أمامه عندما جاءه مندوب رئاسة الجمهورية طالباً منه الحضور للقراءة أمام عبدالناصر، قائلا له لك الشرف أن تقرأ أمام الرئيس عبدالناصر فرد عليه الشيخ الوالد ولماذا لا يكون الشرف لعبد الناصر أن يستمع للقران الكريم بصوت محمد صديق المنشاوي.

فغضب الشيخ من أسلوب مندوب الرئاسة وليس من عبد الناصر وكانت طبيعة العلاقة بينه وبين عبدالناصر طبيعية وطيبة حتى وافته المنية في يوم الجمعة الخامس من ربيع الثاني الموافق 20 يونيو 1996 عن عمر 49 عاما.

وأشار دكتور عمر، إلى أن والده تزوج فى عمر صغير 14عاما واستقل بحياته عن والده بعد الزواج، وذاعت شهرته وهو في عمر ال 14عاما قبل أن يعتمد فى الإذاعة المصرية .

ويقول ابنه المحاسب صلاح المنشاوى، إن لو أحد يعرف أن شقيقه الأكبر الدكتور عمر وهبه الله صوتاً يشبه صوت الشيخ الوالد فقد ورث الدكتور عمر صوت أبينا لكنه اتجه للتدريس بجامعة الأزهر ولم يتطرق باب التلاوة مثل والدنارغم عذوبة صوته والقريب من صوت الوالد.

ويقول صلاح المنشاوي، نحن جميعا أبناء الشيخ المنشاوي ورثنا عنه كرهه للشهرة وعدم الظهور و لا نحاول أن نعرف أنفسنا بأننا أبناء الشيخ رغم فخرناوحبناوعشقنا  واسم والدنا الكريم، ولكن عندما يعرف الناس أننا أبناء الشيخ المنشاوى نلقى معاملة كريمة منهم  
 ويقول الدكتور عمر أننا نتوجه بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي لإطلاق اسم والدنا على محور كوبري منفلوط  ذلك الأمر الذى ادخل الفرحة فى قلوبنا جميعاً.

أما عن الاحتفال بذكري رحيل الوالد يقول الدكتور عمر، إن إذاعة  القران الكريم منذ عشرات السنين كانت تحتفل بذكرى وفاة الشيخ 
في مسجد الشيخ بشارع مصر والسودان حتى جاءت جائحة كورونا وتوقفت الإذاعة عن الحضور وبث الاحتفال على الهواء، وأمس قام رضا عبدالسلام رئيس اذاعة القران الكريم بتخصيص اليوم كاملاً عن الشيخ المنشاوي وإذاعة حديثا للشيخ لأول مرة رغم وجود الحديث على الانترنت منذ سبع سنوات ووج الشكر لإذاعة القران الكريم .

ويقول الدكتور عمر، إن والده كان من أشد العاشقين للشيخ محمد رفعت حتى أنه سمى اسم ابنه الكبير باسم رفعت  تيمنا باسم الشيخ محمد رفعت.

اقرأ أيضا | محمد صديق المنشاوي.. «الميكروفون والسم».. مكائد تعرض لها الصوت الباكي

ويسرد الدكتور عمر الاسرار تلو الأسرار ويقول تخبل أن اخوتى الصغار لا يتذكروا شيئا عنوالدن الشيخ فقد توفاه الله وهو فى عمر ال 49عاما تاركا  حدخمسة ذكور واربع بنات أعمارهم ما بين السنتين والخمس سنوات فلا يذكرون شيئا عن والدنا وقمنا نحن الكبار انا وشقيقتى الحاجة فتحية والحاجة فريال بالحديث عن والدنا وكيف كان حنوناً وعطوفاً ومتواضعاً ومتاسباً بخلق الرسول الكريم.
 
ويقول الدكتور عمر نحن نرصد كل شىء عن حياة والدنا وما ينشر عنه في وسائل الإعلام ونعلم  قدر والدنا لدى المسلمين في شتى بقاع الأرض، ونقرأ عن رؤيا الصالحين عن رؤاهم  لحضرة النبي وحديثه صلى الله عليه وسلم عن قدر الشيخ المنشاوى لديه.

ونحن كابنائه نحب والدنا ونعشقه ونعشق صوته وجميعنا نعيش معه ومع صوته ليل نهار دائما نستمع اليه من خلال اذاعة القران الكريم أو عن طريق النت.

فدائماً الوالد معنا بصوته الخاشع وكأنه يريل لنا حبات المطر تنزل علينا برداً وسلاماً على قلوبنا تطمئننا في هذه الحياة وتعطينا الأمل والقوة للإستمرار فى طاعة الله ورضاه.

 وولد الشيخ محمد صديق المنشاوي في مدينة المنشأه التابعه لمحافظه سوهاج فوالده هو الشيخ صديق المنشاوي وهو علم  من اعلام قراء القران الكريم وشقيقه هو الشيخ محمود صديق المنشاوي  القاريء المعروف .

وقد ختم الشيخ القران الكريم وهو في سن الثامنه من عمره وتميز بعذوبه صوته وانفعاله العميق بالمعاني والألفاظ القرآنيه مما أدي إلى اتقانه المقامات والتحكم بها واتقانه لكل مخارج الكلمات والحروف مما جعل له تسجيلات في كل دول العالم.

حياته الأسرية 

لقد تزوج المره الأولى من ابنه عمه وانجب منها ولد وبنتين وكان عمره 14 سنه ثم تزوج مره أخرى وهو عمره أربعين عام وقد توفت عام ١٩٦٨ وهي تؤدي مناسك الحج قبل وفاته بعام وله منها ٥ أولاد واربع بنات، وكانوا يعيشوا مع بعض في بيت واحد وأسرة سعيدة. 

الإذاعه المصرية 

وقد طلب من الشيخ محمد صديق المنشاوي التقدم للاذاعه ولكنه رفض كما رفض اخيه من قبل ١٩٥٣في شهر رمضان ولكن انتقلت الإذاعه اليه بعد أن سمعت عنه وكانت وقتها الاذاعه تجوب كل الكفور والنجوع والقرى بحثاً عن الأصوات والمواهب الجديده ثم سجلت له ودعته ليكون من قراء المعتمدين وتعاقدت معه الاذاعه عام ١٩٥٤ واصبح صوته يعبر كل الافاق وكل المدن والقري ويدخل كل البيوت لينعم بصوته كل المسلمين وكان علي راس قراء مصر في حقبه الخمسينيات مثل امثاله من القراء (عبد الباسط عبد الصمد والحصري). 

الشيخ محمد المنشاوي و المكائد 

عند بزوع نجم الشيخ المنشاوي وقد تربع علي عرش مملكه القراء اشيع ان صوته ضعيف ولايستطيع تبليغه لمستمعيه إلا من خلال الميكروفون استطاع البعض أن ينشر تلك الشائغة عندما كان يحيي احدي السهرات القرانية بمحافظة المنيا وأن العطل يتعذر إصلاحه فاستشعر الشيخ ان هناك مؤامره لاحراجه فما كان الاانه قرا القران الكريم بين الحاضرين الذين تعدي عددهم بالالاف واخذوا يتجاوبو ن معه لقوه صوته وظل يقرا حتي ساعه متاخرة. 

ومره أخرى حاول أخر أن ينال منه في إحدى السهرات القرآنية عام ١٩٦٣ وضع له السم في الطعام إلا أن الطباخ أخبر الشيخ وطلب منه عدم إفشاء سره حتي لاينقطع عيشه في المكان وبالرغم أنه كان يعلم من أصحاب هذه المكائد لكنه لم يخبر أحد طيله حياته وكان يقول ( إن الله حليم ستار). 

وقد طلب منه الملك إدريس السنوسي ملك ليبيا، أن يخصص له قصراً وراتباً ضخماً ويعيش معه في ليبيا فاعتذر واصر الملك على أن يقبلها. 

وأيضا الملك محمد الخامس كان يريد أن يعطيه الجنسية المغربية ويعيش مثل الملوك ولكنه رفض وفضل الإقامه بمصر. 

وقد منحته أيضا الحكومه الاندونيسية في منتصف الخمسينات وسام رفيع ونال ميدالية وساعه نادرة وقد قطعوا إرسال التلفزيون ليلعنوا عن نبا وصوله إلى باكستان.

وأخذ وسام الاستحقاق من الدرجه الثانيه من سوريا عام١٩٥٦.

وزار كل من الأردن وليبيا والجزائر والعراق والكويت والسعوديه وسجل اكثر من ١٥٠تسجيلا بالاذاعه المصريه والاذاعات الاخرى.

وفاته 

أصيب الشيخ محمد صديق المنشاوي بمرض دوالي المرئ وقد أمر الرئيس جمال عبد الناصر سفره إلى لندن وعلاجه على نفقه الدولة ورغم مرضه ظل يقرأ القران حتي توفي قبله سفره يوم ٢٠ يونيو ١٩٦٩ عن عمر ٤٩ وترك لنا اثر كبير بتسجيلاته التي ترن في كل بيوت العالم الإسلامي.

ورغم أن الشيخ محمد صديق المنشاوي ينتمى إلى محافظة سوهاج إلا أن المحافظة لم تفكر يوماً فى الاحتفاء والاحتفال بواحد من أكبر وأفضل وأعظم من قرؤا القران الكريم تجويداً وترتيلاً، وأجمع علماء الدين الاسلامى فى جميع البلاد الإسلامية.